لم يعد إنترنت الأشياء مصطلحاً غريباً. بل بات من المعتاد أن نسمع عن المنزل الذكي، والمدينة الذكية، وحتى ماكينة القهوة الذكية!
يوماً بعد يوم، تتصل الأجهزة من حولنا بالإنترنت مما يعطيها مزايا فائقة وقدرات هائلة. وتعود علينا بمنافع اقتصادية وصحية ونفسية هائلة. ولكن هل تتوقع أن يتوقف التطور عند هذا الحد؟ أم أن هناك المزيد؟ وهل قد تشكل الثلاجة الذكية الخاصة بك خطراً على أمانك الإلكتروني؟
في هذا المقال نستعرض سوياً أبرز توقعات الخبراء لمستقبل إنترنت الأشياء في العام 2022:
زيادة معدلات الأمان
لم يعد الاتصال بالإنترنت قاصراً على الأجهزة المعقدة مثل الهواتف الذكية أو الحواسب المحمولة. بل شهدت الفترة الأخيرة انضمام أجهزة تقوم بمهام بسيطة إلى الشبكة العنكبوتية مثل أجهزة الطباعة، الماسح الضوئي، كاميرات المراقبة، وحتى ماكينات تحضير القهوة. ومع تصاعد وتيرة انضمام المزيد من الأجهزة إلى شبكة الإنترنت، والتي يقدر الخبراء عددها حالياً ب 22 مليار جهاز حول العالم، تصاعدت المخاوف بشأن الهجمات الإلكترونية على تلك الأجهزة. تأخد تلك الهجمات أشكال عديدة، فقد تستخدم الأجهزة المتصلة بالإنترنت كنقطه هجوم على أجهزة أخرى أكثر حساسية. على سبيل المثال، قد يستغل أحدهم نقطة ضعف أمنية في ثلاجة المنزل المتصلة بالإنترنت في الهجوم على شبكة الإنترنت الخاصة بالمنزل. وقد يستخدم الهجوم في استغلال قدرات المعالجة الخاصة بتلك الأجهزة للتعدين عن العملات الإلكترونية، وغيرها من أشكال الهجمات الإلكترونية. ولكن لا داعي للقلق وأترك ثلاجتك الذكية متصلة بالإنترنت. فالخبراء الآن يعملون على زيادة معدلات الأمان الخاصة بالأشياء المتصلة بالإنترنت. وسيشهد العام 2022 إضافة العديد من طبقات الحماية الإلكترونية على تلك الأجهزة قبل طرحها في الأسواق.
حوسبة الحافة ستصبح واقعاً
أصبح انتشار إنترنت الأشياء واقعاً فرضه التطور. تنتج تلك الأجهزة ومستشعراتها المتصلة بالإنترنت حجماً هائلاً من البيانات. تتم معالجة كل البيانات التي تنتجها الأجهزة المتصلة بالإنترنت والمستشعرات في مراكز سحابية أو مراكز بيانات رئيسية. في الغالب تكون تلك البيانات كبيرة الحجم ومعقدة. وبسبب ضعف البنية الأساسية لشبكات الاتصالات، والضغط الكبير على مراكز معالج البيانات الرئيسية. تقضي الأجهزة المتصلة بالإنترنت وقتاً طويلاً في إرسال واستقبال المعلومات من وإلى مراكز معالجة البيانات. يعرف هذا باسم زيادة (زمن الاستجابة ) يفقد إنترنت الشياء الكثير من كفاءتها. والحل الوحيد هو تقليل المسافة الفزيائية بين الأجهزة المتصلة بالإنترنت وبين الأجهزة نفسها حتى تتم معالجة البيانات بشكل أسرع وتحسين تجربة الاستخدام، والحل الوحيد الممكن لتلك المشكلة هو ما يسمى بحوسبة الحافة… وهو ما سنشرحه لاحقاً.
تخيل معناً بأن كاميرات المراقبة خارج منزلك الموجود في الشرق الأوسط قد اشتبهت في حركة غير اعتيادية خارج المنزل، ولاتخاذ القرار بشأن خطورة الموقف من عدمه، يجب على الكاميرات أن ترسل مقاطع فديو كبيرة الحجم إلى مركز معالج بيانات رئيسي موجود في قارة أوربا لتحليلها واتخاذ القرار المناسب. الوقت بين إرسال الكاميرات لمقاطع الفديو واستقبال القرار من مركز معالجة البيانات الرئيسي يسمي بزمن الاستجابة، وكلما زاد زمن الاستجابة… كلما قلت كفاءه كاميرات المنزل الخاصة بك على تأدية وظيفتها.
عودة إلى حوسبة الحافة. حوسبة الحافلة أو الحوسبة الحدية هي الحل الوحيد لمشكلة زيادة زمن الاستجابة.
وفيها نقوم بمعالجة البيانات بشكل مبدئي في مراكز قريبة جغرافياً من الأجهزة المتصلة بالإنترنت والتي قامت بإصدار تلك المعلومات، ثم اتخاذ قرارات سريعة بشأنها. ولا نقوم بإرسال البيانات إلى مراكز البيانات التقليدية أو السحابية إلا في الحالات المعقدة فقط. وسيشهد العام 2022 انتشار أوسع لحوسبة الحافة، حتى أن بعض الخبراء يتوقعون أنه بحلول العام 2025 ستتم معالجة 75% من البيانات خارجة بيئة التشغيل السحابية ومراكز البيانات التقليدية المتواجدة حالياً.
دور فعال لشبكات الجيل الخامس
شبكات الجيل الخامس هي الحل لكل المشاكل التي كنا نعاني منها في الاتصال بالإنترنت باستخدام شبكات الجيل الرابع الأكثر انتشارا حالياً. تتيح شبكات الجيل الخامس اتصال عدد أكبر من الأجهزة بالإنترنت بدون أي تأثير على جودة الاتصال، كما تتيح سرعات ضخمة لنقل البيانات في الثانية الواحدة. ستشكل تلك التقنية إلى ثورة في كافة مناحي الحياة، والقطاع الأكثر استفادة هو إنترنت الأشياء. تظهر إمكانيات شبكات الجيل الخامس واضحة في المدينة الذكية باستخدام شبكات الجيل الخامس من استقبال أحجام غير مسبوقة من المعلومات المنتجة بواسطة ملايين الأجهزة المتصلة بالإنترنت في وقت قصير وتحليل بياناتها في الوقت الفعلي ومن ثم اتخاذ قرارات من شأنها تحسين جودة الحياة للمواطنين. فمثلاً، ستستقبل المدينة الذكية المعلومات من السيارات المتصلة بالإنترنت، ومن المستشعرات على جوانب الطرق في الوقت الفعلي، ثم تحلل تلك البيانات لتحديد أماكن الاختناقات المرورية، وتقوم في ثوان معدودة بتعديل إشارات المرور للتخفيف من حدة الاختناقات، وإرسال تنبيهات للسائقين لتجنب أماكن الازدحام، وتعديل مسارات مركبات الطوارئ إلى طرق أقل تكدساً. وسيشهد العام 2022 زيادة معدلات الاعتماد على شبكات الجيل الخامس في العديد من المناطق. أليس هذا رائعاً؟
الرعاية الصحية عن بعد تستكمل النمو
تفرع من إنترنت الأشياء مصطلح مشتق يسمي إنترنت الأجهزة الطبية وتستخدم تلك الأجهزة في التطبيب عن بعد. وقد كان للتطبيب عن بعد دوراً كبيراً في تخفيف الضغط على القطاع الطبي أثناء جائحة كورونا. كما تمكن كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة وأمراض المناعة من استكمال متابعاتهم الطبية من المنزل بعيداً عن مخاطر العدوي، وبدون الحاجة للاختلاط والتكدس في أماكن العيادات الصحية.
شجعت جائحة كورونا العديد من الأفراد على امتلاك أجهزة الأجهزة الطبية، وتصاعدت وتيرة إقنائها، مما فتح شهية المصنعين على ضخ مزيد من الاستمارات في أبحاث التطوير. ويتوقع الخبراء بأن ما يزيد عن 60% لن يتوقفوا عن استخدام إنترنت الأشياء حتى بعد انتهاء جائحة كورونا. في العام 2022, سنشهد زيادة الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الصناعي والتعلم الآلي في تحليل البيانات الصادرة عن أجهزة الرعاية الصحية، الذي سيؤدي بدوره إلى اكتشاف الأنماط الخطيرة للأمراض، وتشخيصات طبية أدق وأسرع.
قد تظن أن إنترنت الأجهزة الطبية يقتصر فقط على أجهزة مراقبة المرضى عن بعد والتي تستخدم لقياس العلامات الحيوية للمرض مثل ضغط الدم ومستوى الأكسجين في الدم، ولكن سيشهد العام 2022 انتشار واسع لكل الأجهزة الطبية المتصلة بالإنترنت بأشكالها المتنوعة مثل الكرسي المتحرك، أجهزة تنظيم ضربات القلب، مضخات الأكسوجين، هذا بالإضافة طبعاً للأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية والتي تراقب أسلوب وطريقة حياتك.
مجال إنترنت الأشياء يتطور بسرعة كبيرة. أحياناً بشكل يفوق استيعابنا. ورغم كل هذا التطور، فنحن لم نستكشف سوى جزء قليل من إمكانيات إنترنت الأشياء. سيظهر العام 2022 المزيد من إمكانيات إنترنت الأشياء وقدراته الفائقة، ولكنه لن يتوقف عند هذا الحد، وسيستمر في النمو. فترى… ماذا سنرى في المستقبل؟
www.rpmanetworks.com للتعرف على حلولنا الذكية في مجال إنترنت الأشياء قم بزياره